شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
119357 مشاهدة print word pdf
line-top
البشارة الأولى تنزل الملائكة عليهم

...............................................................................


وقد مدح الله الذين يقولون هذه المقالة، وجعل لهم ثوابا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ما ذكر الله من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ قالوه بألسنتهم، واعتقدوه بقلوبهم، وأنهم حققوا هذه المقالة التي هي اعتقادهم ربوبية الله تعالى، والرب هو المعبود، كما قال تعالى: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ثم استقاموا على أمر الله تعالى، فذكر أن ثوابهم الجنة: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وكذلك في سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ما ذكر من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ وهذا هو العقيدة ثُمَّ اسْتَقَامُوا وهذا هو العمل، فعقيدتهم إقرارهم بأن الله تعالى هو ربهم, العمل استقامتهم على أمره؛ يعني التزامهم بالطاعة وتركهم للمعصية.
ذكر الله ثوابهم في هذه الآية، فذكر عشرة أنواع من الثواب؛ منها ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فيقول الله تعالى: الأول: نزول الملائكة: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قيل: إن هذا عند قبض أرواحهم، والمراد هاهنا ملائكة الرحمة الذين إذا نزلوا ثبتوا الإنسان وبشروه، إذا كان من أهل الجنة كما في قول الله تعالى في إخباره عن وفاة المؤمن: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ فهذا بشارة أنه تتنزل عليهم الملائكة.

line-bottom